بلاحدود : زهير سوفامي
تزداد رغبة الشباب بضواحي الناظور يوما بعد يوم في تحقيق حلم الهجرة إلى الفردوس الأوروبي، خاصة مع انسداد الأفق وغياب الأمل في غد أفضل في مدينتهم التي تغيب فيها أدنى فرص الشغل.
وأمام الرغبات الملحة لشبابضواحي المدينة في الهجرة برز العديد من ذوي النفوس الضعيفة، ممن يقتاتون على مآسي الضعفاء، بإيهامهم أن الحل بين أيديهم والفرصة مواتية للهجرة نحو أوروبا.
فقد أكد عدد من الشباب أنهم وضعوا ثقتهم في أناس أوهموهم بمساعدتهم على الهجرة نحو إسبانيا، مقابل مبالغ مالية، لكن بمجرد أن يتم سداد المبلغ يختفي الشخص الذي وعد بالهجرة.
وتتعدد أشكال عمليات النصب أو بالأحرى “الغدر”، بين عمليات وهمية للتهجير عبر قوارب الموت وعمليات تسهيل ولوج البواخر العابرة لأوروبا، وعمليات أخرى توهم الشباب بتسهيل الحصول على التأشيرة.
ومن بين عمليات النصب ما تعرض له شابان وفتاة وكلهم من الناظور، بعدما قدموا مبلغا من المال تجاوز 12 مليونا من السنتيمات، لأشخاص من تطوان، بنية التهجير عبر يخوت صغيرة، لكن ما أن وصل موعد بدء الرحلة وحصول العقل المدبر على المبلغ المتفق عليه حتى اختفى الأخير، مخلفا مأساة في صفوف عائلات الضحايا الذين بذلوا مجهودات جبارة لأجل توفير مصاريف الرحلة.
ما حصل بتطوان حصل لشاب من الناظور أيضا بطنجة، بعدما قدم 6 ملايين من السنتيمات لأشخاص أوهموه أنه سوف يتم ضمان ولوجه إلى داخل باخرة متجهة نحو فرنسا، لكن كل شيء انتهى عند نقطة تسليم المبلغ، ليعود الضحية بخفي حنين.
وبقرية أركمان تعددت عمليات النصب باسم التهجير إلى أوروبا، وقد كان عدد من أبناء الناظور ضحايا لها؛ آخرها قيام عصابة بمهاجمة شباب كانوا يستعدون لركوب قوارب الهجرة السرية، ويبدو أن العملية كانت مدروسة بدقة حيث تقوم العصابة بمباغتة مكان وجود الشباب الراغب في الهجرة واندلاع أعمال فوضى تنتهي بهروب الكل. وهذا طبعا بعدما تم أخذ مبالغ المال.
ومن صور النصب؛ إيهام الشباب بالمساعدة على الحصول على “الفيزا”، فيبدأ الشاب في تجميع الوثائق اللازمة، ثم يقدم طلب الحصول على التأشيرة، ويكون النصاب قد حدد مبلغا من المال بالاتفاق مع الشاب، ثم انتظار قرار قنصلية البلد الأوروبي، فإن هي قبلت الطلب أخذ النصاب المال دون مشاكل، وإن رفضت يكون هذا النصاب قد أخذ المال ليعقبه بعملية اختفاء تاركة ضحيته يندب حظه.
هي صور تتعدد بشكل مستمر، بل تتعرض لعمليات تحيين حتى لا تنكشف حيل العصابات، ما بات يفرض توخي الحيطة والحذر، وسلك الطرق القانونية السليمة لطلب التأشيرات
تعليقات: 0
إرسال تعليق