-->

الجماع قبل الدفاع، والجنس مقابل النقط.. حاجز الصمت في طور الانكسار

الجماع قبل الدفاع، والجنس مقابل النقط.. حاجز الصمت في طور الانكسار

     

    بلاحدود : المايكي زكرياء

    أخبار الفضائح تتوالي سنة بعد سنة، فما نكاد نستفيق من وقع فضيحة، حتى تفاجئنا غيرها، مرة يكون بطلها صحفي، ومرة محامي، ومرة أستاذ جامعي، وهكذا دواليك، وجولة واحدة في إحدى محاكم المملكة، كفيلة بأن تقنعك بأننا أمام ظاهرة جديدة قديمه.

    قلت لكم سابقا أن الأمر قديم، وأن قصص الاغتصاب والابتزاز الجنسي والتحرش، تتكرر من مؤسسة إلى أخرى، من مدير نشر ضد صحفيات في جريدة، إلى مسير مطعم ضد نادلات، تختلف المستويات والثقافات، والنتيجة واحدة.

    لكن واقع أن "الوقت تبدلات" ومنسوب الوعي ارتفع، دفع الكثيرات إلى المجاهرة بالوقائع، والاطمئنان إلى إنصاف العدالة.

    وعلى ذكر العدالة، دعوني أذكركم بالصدمة التي تلقيناها جميعا، حين قرأنا في الأخبار أن نقيبا سابقا للمحامين متهم بالتحرش الجنسي والابتزاز والمشاركة في الخيانة الزوجية، ويتعلق الأمر بمحمد زيان...

    زعم، إنه نفس الرجل الذي كان يرفع عقيرته أمام محكمة الاستئناف بالدار البيضاء بعد كل جلسة محاكمة لتوفيق بوعشرين، مطالبا بالعدالة، ومكررا أنها المحاكمة مجرد "خرايف جحا" 

    من المؤسف أن يكون النضال هو الكهف الذي يحتمي فيه المغتصبون والمتحرشون، فكلما ظهرت للعلن قضية أمام أحدهم، إلا وأنكر الأمر وادعى أنه يدفع ضريبة النضال، ولعلكم تتذكرون كيف صرخ "محمد زيان" وهو يخرج من المحكمة الابتدائية بالرباط بعد استدعائه ليقول " فين هو ذهب طاطا... ردوا لينا فلوسنا" إنه نفس الخطاب يتكرر مرة تلو أخرى، فإيهام الشارع بأن الرجل بمحاكمته إنما يدفع فاتورة الدفاع عن حقوق أبناء الشعب، والحقيقة أنه يمرغ أياديه في أجساد بنات الشعب كلما سنحت أمامه الفرصة

     فالمصيبة أعمق، إنه زمن تكسير حاجز الصمت، وإحقاق العدالة بغض النظر عن طبيعة الشخص المتهم،ولكم العبرة في فظيحة الجنس مقابل النقط ،الواقعة التي عرفتها جامعة سطات.

    الأمر مرتبط بثقافة سادت لعقود، واستمرت تحت جنح الستر، وأمن ممارسوها إلى أن الضحية أضعف من أن تتكلم و"تفضح نفسها" لكنهم نسوا أن الأمر إلى زوال، وأنه في الختام لا يصح إلا الصحيح

    وبما أن حواجز الصمت بدئت في السقوط، أريد أن أقول لمعشر المتحرشين... "شدوا الأحزمة".

    إرسال تعليق