‎هل يغادر ابن الناظور عبد الواحد خوجة منصبه أمينا عاما لمجلس المستشارين؟ ميارة ينتظر جوابا منذ أشهر من القصر

بلاحدود : زكرياء المايكي

‎يطرح تأخر جواب القصر لشهور، على طلب رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، تعيين خلف للأمين العام للمجلس، عبد الواحد خوجة، تساؤلات عما إذا كانت هذه السلطات ما زالت ترغب في استمرار خوجة في منصبه.

‎الطلب الذي وجه، وفق مصادر بالمجلس، إلى السلطات العليا التي لديها الاختصاص في التعيين بظهير في هذا المنصب، تضمن مقترحات بثلاثة أسماء، تقول مصادر إنها تتعلق بكل من أسد الزروالي، مدير الموارد البشرية في المجلس، وحفيظ أدمينو، ورحال مكاوي.

‎غير أن مصادر بالمجلس قالت إن الزروالي الذي وُضع على رأس القائمة، هو المرشح المرغوب فيه من لدن رئاسة الغرفة الثانية. الزروالي كان فيما مضى، مديرا لفريق الاتحاد الدستوري، وهو يتحدر من عائلة صحراوية معروفة، وقريب لوال كبير في وزارة الداخلية، وقد جرى تعيينه في منصبه مديرا للموارد البشرية في عهد رئيسه الأسبق، محمد الشيخ بيد الله.

‎يقوم الزروالي في الوقت الحالي، بمهام أمين عام بالنيابة، بينما قل حضور خوجة إلى المجلس في الفترات الأخيرة. حاول صحفي “اليوم 24″ الاتصال به، لكن هاتفه لا يرد، وقيل إنه يوجد في رخصة صحية منذ أسبوع.

‎يذكر أن خوجة كان قد وصل إلى سن التقاعد، قبل سنوات، ثم جرى تمديده بظهير. يبلغ خوجة من العمر 68 عاما.

‎خوجة، يصفه الكثيرون بـ”علبة أسرار” الغرفة الثانية، فالرجل مطلع على كل كبيرة وصغيرة في خبايا مجلس المستشارين، وراكم خبرة في التسيير مكنته من الاحتفاظ بمنصبه، على الرغم من وصوله إلى سن الإحالة على التقاعد..

‎ولد خوجة المنحدر من ازغنغان عام 1954 بقرية سامسا في ضواحي تطوان لأب عرف كمشرف على مسجد الدوار ومؤذن فيه، إلى جانب امتلاكه لـ”حمام بلدي”، كان الطفل والمراهق عبد الواحد يشتغل فيه كقابض لفترات متقطعة في طفولته.. ليكون بذلك أول عمل يزاوله بالموازاة مع تعليمه الأساسي.

بعد ذلك، اشتغل أمين مجلس المستشارين حاليا، كـ”محاسب” لدى الإنعاش الوطني وسنه لا يتجاوز 15 سنة، لفترات متقطعة أثناء العطلة الصيفية، وأجره لا يتجاوز 8 دراهم للأسبوع، مقابل “إحصاء العمال، ودفع أجورهم كل يوم جمعة”، وهو العمل، الذي كان أكبر مبلغ إدخر منه خوجة 150 درهما، استغله في السفر إلى تطوان في أيام مراهقته.

وبعد أن أتم دراسته في الكتاب القرآني في تطوان والابتدائية في “زغنغان” ضواحي الناظور، ثم الثانوية، انتقل إلى فاس، وتسجل في كلية الحقوق.

وبعد حصوله على الإجازة في الحقوق، كان خوجة “يتمنى” الولوج إلى سلك التعليم، وسعى إلى ذلك لممارسة العمل النقابي، إلا أنه وجد نفسه بعد استكمال الدراسة في كلية الحقوق عام 1978 مستدعى إلى الأكاديمية العسكرية لاجتياز مرحلة التدريب العسكري، شأنه في ذلك شأن أبناء جيله، حيث تخرج بدرجة ملازم.

‎انتهت الخدمة العسكرية لخوجة بعد سنة ونصف السنة، وانتقل بعدها للاشتغال في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في مسار إداري دام 25 سنة، انتهى بالنسبة إليه كمسؤول عن استراتيجية الصندوق.

‎وبعد ذلك، تم تعيين خوجة كاتبا عاما لوزارة التشغيل عام 2005، ومن ثمة تم تعيينه عام 2009 أمينا عاما لمجلس المستشارين، وهو المنصب، الذي يستمر فيه إلى اليوم.

عن اليوم 24