الشاب السوداني محجوب عبد الله (22 عاما) من دارفور غرب السودان، كان ضمن نحو 2500 مهاجرا حاولوا مؤخرا، اقتحام السياج العالي المحيط بمدينة مليلية المحتلة. لكنه لم يجن من المحاولة سوى إصابة في قدمه اليمنى. ويصر محجوب على تكرار المحاولة.
ولا يرى محجوب -الذي تعرض للتشرد منذ عام 2011 بسبب الحرب في دارفور ولايعرف أين والديه وإخوته- أي سبيل “للعيش بعزة وكرامة” إلا في العبور إلى أوربا، لأنه لو استطاع العيش بعزة وكرامة في بلده لما كان هذا حاله.
غادر الشاب طويل القامة صباح الجمعة، مع مهاجرين سودانيين وتشاديين كنيسة وسط مدينة الناظور، حيث تمكنوا من الاستحمام والاستراحة، بعد مغامرة مضنية قطعوا خلالها كيلومترات عديدة قبل محاولة اعتلاء السياج المذكور البالغ طوله 12 كيلومترا.
في حديثهم لوكالة الأنباء الفرنسية، عبر أولئك الشباب عن عزمهم”الانسحاب” إلى مدن أخرى على أمل ممارسة أعمال هامشية لجني بعض المال، قبل العودة إلى مخابئهم، وهم مصممون على تكرار المحاولة. فمخاطر الإصابة بجروح لا تمنع المهاجرين القادمين في الغالب من إفريقيا جنوب الصحراء، من التدفق باتجاه سبتة ومليلية المحتلتين.
مهاجر سوداني آخر، يدعى أحمد محمد (17 عاما)، حاول منذ وصوله إلى المغرب عبر الحدود الشرقية مع الجزائر قبل ثمانية أشهر العبور عدة مرات إلى مليلية وسبتة، آخرها كان صباح الأربعاء الماضي. ورغم فشله، وإبعاده إلى مدن بعيدة كالدار البيضاء وآسفي، إلا أنه ما يزال مصرا على تحقيق “حلمه”، ويقول ، “لدي هدف ضروري أن أحققه، لا أمل لي في بلدي، كنت أدرس لكن الظروف فرضت علي المغادرة لأعمل، فلم أجد عملا”.
ولا تختلف قصة شابة تشادية (17 عاما) التي وصلت إلى المغرب قبل أربعة أشهر عن محجوب وأحمد، ورغم أنها لم تشارك في محاولة العبور الأخيرة. لكنها تؤكد إصرارها على العبور. وتقول للأوربيين: افتحوا لنا الطريق، ساعدونا. لقد تعبنا من المطاردات والنوم في العراء والتحرش. بيننا أيضا أطفال صغار”.
تعليقات: 0
إرسال تعليق