-->

قراءة متأنية : الناظور الذي نريد …!

قراءة متأنية : الناظور الذي نريد …!

     

    لعل من يتتبع عن كثب الأشواط التي قطعها إقليم الناظور خلال السنوات الأخيرة سيتلمس حجم المجهودات التي بذلت على أصعدة عدة وبوتيرة متواصلة جعلت من كل الأوراش التي تشهدها المنطقة حلقات مترابطة ومكملة لبعضها البعض بل وتمهد الأرضية لأوراش أخرى قادمة من شأنها أن تؤسس لصورة إيجابية حقيقية يستحقها هذا الإقليم بعيدا عن كل التمثلات والصور النمطية التي رافقت الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة التي ظل إسمها لعقود من الزمن مرادفا لأنشطة رهينة بما هو غير مهيكل.


    بین اللحظة التي نعيش تفاصيلها ونتتبع مجرياتها وبين فترات مضت تتضح فروقات كثيرة وإن لم نسردها بالتدقيق الذي يجب فكل من له عين فصيحة ورؤية ثاقبة للأمور قادر على استخلاص ما نحن بصدده في هذه المقالة المتواضعة.


    لن نبخس طبعا جهود كل من كانت له بصمة في فترة من الفترات أثناء تحمله مسؤولية الإدارة الترابية بإقليم الناظور لكن في الوقت ذاته من الأهمية ايضا وأخلاقيا أن لا نضع الجميع في كفة واحدة لأن ثقافة الاعتراف تقتضي منا التأكيد بكل صدق على ان ساكنة الإقليم عبر كل جماعاته الترابية نالت نصيبها من برامج التنمية بفضل الحضور الدائم لمن يتولى الإدارة الترابية حاليا ، وقدرته على تفكيك عناصر المعادلة الصعبة في المنطقة ، بتحدياتها المتقاطعة والرهانات والأدوار التي يعول على إقليم الناظور أن يلعبها ، هي إذن جهود لم يكن ليتأتى تحقيقها لولا أن المنهجية التي اعتمدها عامل الإقليم ويشتغل بها تقوم على أدوات ناجعة في التفكير المسبق والتصور العلمي والاستباقي لكل الخطوات بالتريث والدراسة الكافيان وفي إطار مقاربة مجالية متوازنة أو ما يمكن أن نسميه ب”هندسة التنمية” التي تفترض تثمين الموارد المالية و الفرص المحلية المتوفرة في المنطقة عبر البحث دائما عن التربة القادرة على استنبات الفرص التنموية والمستقبلية سواء تعلق الامر بتعزيز جاذبية الاستثمار أو بمرافقة سوق الشغل بما يحتاجه من مسارات مهنية وعلمية أوبمبادرات آنية يمكنها محاصرة الهشاشة وتثمين برامج الدولة بتنزيل رؤية جلالة الملك حفظه الله فيما يتعلق بالورش الاجتماعي وخلق مناطق جذب اقتصادي. حيث الإدارة الترابية الحالية حريصة كل الحرص على التنزيل الجيد للسياسات والبرامج الحكومية واستثمار المؤهلات الاقتصادية والطبيعية لبناء مقومات اقتصاد يجيب على الأسئلة الراهنة والتحديات المستقبلية.


    ملاحظة تستوجب منا الاهتمام والتوقف عندها بما ينبغي من التحليل والقراءة المتأنية ألا وهو أننا اصبحنا في اكثر من مناسبة لا نجد انفسنا أمام مسؤول على الإدارة الترابية وموجه لباقي المصالح اللاممركزة فقط بل نتفاجأ بكونه يفكر بعقلية الفاعل المدني والاجتماعي ويحرص على أن يؤطر ذلك بقيم المواطنة من خلال اهتمامه وتتبعه لما تعرفه الساحة الجمعوية وسعيه لضمان بيئة ملائمة لاستمرار مجتمع مدني حاضر في قلب العملية التنموية ومساهم وشريك فيها. ولعل هذا يحمل رسائل عديدة ومشفرة لمن اعتاد اتخاذ الفعل الجمعوي حصان طراودة أو أصلا تجاريا أو تعاونية عائلية لتحقيق أغراض شخصية محضة سرعان ما كشف الزمن عورتها وسارت في منحى الرداءة والاندحار وانفضح شأنها ولم يعد خافيا على الجميع حربائيتها.

    إرسال تعليق